فصل: قال الثعالبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القرطبي:

{كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21)}
قوله تعالى: {كَلاَّ} أي ما هكذا ينبغي أن يكون الأمر.
فهو ردّ لأنكبابهم على الدنيا، وجمعهم لها، فإن من فعل ذلك يندم يوم تُدَكّ الأرض، ولا ينفع الندم.
والدّك: الكسر والدقّ؛ وقد تقدّم.
أي زلزلت الأرض، وحُرِّكت تحريكاً بعد تحريك.
وقال الزجاج: أي زلزلت فَدَك بعضها بعضاً.
وقال المبرد: أي ألصِقت وذهب ارتفاعها.
يقال: ناقة دَكَّاء، أي لا سنام لها، والجمع دُكٌّ.
وقد مضى في سورة (الأعراف) و(الحاقة) القول في هذا.
ويقولون: دُكّ الشيء أي هُدِم.
قال:
هل غير غارٍ دَكَّ غاراً فانهدمْ

{دَكّاً دَكّاً} أي مرة بعد مرة؛ زلزلت فكسَّر بعضها بعضاً؛ فتكسر كل شيء على ظهرها.
وقيل: دُكّت جبالها وأنشازها حتى استوت.
وقيل: دُكت أي استوت في الانفراش؛ فذهب دُورها وقُصورها وجبالها وسائر أبنيتها.
ومنه سمي الدّكان، لاستوائه في الانفراش.
والدك: حطُّ المرتفع من الأرض بالبسط؛ وهو معنى قول ابن مسعود وابن عباس: تمدّ الأرض مدّ الأديم.
قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} أي أمره وقضاؤه؛ قاله الحسن.
وهو من باب حذف المضاف.
وقيل: أي جاءهم الربّ بالآيات العظيمة؛ وهو كقوله تعالى: {إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ الله فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغمام} [البقرة: 210]، أي بظلل.
وقيل: جعل مجيء الآيات مجيئاً له، تفخيماً لشأن تلك الآيات.
ومنه قوله تعالى في الحديث: «يا ابن آدم، مرِضت فلم تَعُدنِي، واستسقيتُك فلم تَسْقنِي، واستطعمتك فلم تُطْعِمْني» وقيل: {وجاءَ رَبُّك} أي زالت الشُّبَهُ ذلك اليوم، وصارت المعارف ضرورية، كما تزول الشُّبَه والشك عند مجيء الشيء الذي كان يُشَك فيه.
قال أهل الإشارة: ظهرت قدرته واستولت، والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحوّل من مكان إلى مكان، وأنَّى له التحوّل والانتقال، ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان؛ لأن في جَرَيان الوقت على الشيء فوت الأوقات، ومن فاته شيء فهو عاجز.
قوله تعالى: {والملك} أي الملائكة.
{صَفّاً صَفّاً} أي صفوفاً.
{وجيء يومئِذٍ بِجَهَنَّمَ}: قال ابن مسعود ومقاتل: تقاد جهنم بسبعين ألف زمام، كل زمام بيد سبعين ألف ملك، لها تغيظ وزفِير، حتى تنصب عن يسار العرش.
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يُوْتَى بجهنم يومئذٍ، لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك، يجرّونها» وقال أبو سعيد الخُدرِيّ: «لما نزلت {وجيء يومئِذٍ بِجَهَنَّمَ} تغير لون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعُرف في وجهه، حتى اشتدّ على أصحابه، ثم قال: أقرآني جبريل {كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأرض دَكّاً دَكّاً} الآية {وجيء يومئِذٍ بِجَهَنَّمَ}».
قال علي رضي الله عنه: قلت يا رسول الله، كيف يجاء بها؟ قال: «يؤتى بها تقاد بسبعين ألفَ زمام، يقود بكل زمام سبعون ألفَ مَلَك، فَتَشْرُد شَرْدَة لو تركت لأحرقت أهل الجمع ثم تَعْرِض لي جهنم فتقول: ما لي ولك يا محمد، إن الله قد حرّم لحمك على فلا يبقى أحد إلا قال نفسي نفسي! إلا محمد صلى الله عليه وسلم فإنه يقول: رب أمتي! ربِّ أمتي!».
قوله تعالى: {يومئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنسان} أي يتعِظ ويتوب.
وهو الكافر، أو من هِمته معظم الدنيا.
{وأنى لَهُ الذكرى} أي ومِن أين له الاتعاظ والتوبة وقد فرّط فيها في الدنيا.
ويقال: أي ومِن أين له منفعة الذكرى.
فلابدّ من تقدير حذف المضاف، وإلا فبين {يومئذٍ يتذكر} وبين {وأَنَّى له الذكرى} تنافٍ؛ قاله الزمخشريّ.
{يَقول يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لحياتي (24)}
أي في حياتي.
فاللام بمعنى في.
وقيل: أي قدمت عملاً صالحاً لحياتي، أي لحياة لا موت فيها.
وقيل: حياة أهل النار ليست هنيئة، فكأنهم لا حياة لهم؛ فالمعنى: يا ليتني قدّمت من الخير لنجاتي من النار، فأكون فيمن له حياة هنيئة.
قوله تعالى: {فَيومئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عذابهُ أحد}
أي لا يعذِّب كعذاب الله أحد، ولا يُوثِق كوثاقه أحد.
والكناية ترجع إلى الله تعالى.
وهو قول ابن عباس والحسن.
وقرأ الكسائي {لا يُعَذَّب} {ولا يُوثَق} بفتح الذال والثاء؛ أي لا يعذب أحد في الدنيا كعذاب الله الكافر يومئذ، ولا يوثَق كما يوثَق الكافر.
والمراد إبليس؛ لأن الدليل قام على أنه أشدّ الناس عذاباً، لأجل إجرامه؛ فأطلق الكلام لأجل ما صحبه من التفسير.
وقيل: إنه أمية بن خلف؛ حكاه الفرّاء.
يعني أنه لا يعذَّب كعذاب هذا الكافر المعين أحد، ولا يوثَق بالسلاسل والأغلال كوَثاقه أحد؛ لتناهيه في كفره وعناده.
وقيل: أي لا يعذَّب مكانه أحد، فلا يؤخذ منه فداء.
والعذاب بمعنى التعذيب، والوثاق بمعنى الإيثاق.
ومنه قول الشاعر:
وبَعْدَ عَطائِكَ المِائَةً الرِّتاعا

وقيل: لا يعذب أحد ليس بكافر عذاب الكافر.
واختار أبو عبيد وأبو حاتم فتح الذال والثاء.
وتكون الهاء ضمير الكافر؛ لأن ذلك معروف: أنه لا يعذب أحد كعذاب الله.
وقد روى أبو قِلابة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بفتح الذال والثاء.
وروى أن أبا عمرو رجع إلى قراءة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو علي: يجوز أن يكون الضمير للكافر على قراءة الجماعة؛ أي لا يعذِّب أحد أحدا مثل تعذيب هذا الكافر؛ فتكون الهاء للكافر.
والمراد ب {أحد} الملائكة الذين يتولون تعذيب أهل النار.
قوله تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة}
لما ذكر حال من كانت هِمته الدنيا فاتهم الله في إغنائه وإفقاره، ذكر حال من اطمأنت نفسه إلى الله تعالى، فسلم لأمره، واتكل عليه.
وقيل: هو من قول الملائكة لأولياء الله عز وجل.
و{النفس المطمئنة}: الساكنة المُوقنة؛ أيقنت أن الله ربها، فأخبتت لذلك؛ قاله مجاهد وغيره.
وقال ابن عباس: أي المطمئنة بثواب الله.
وعنه المؤمنة.
وقال الحسن: المؤمنة الموقنة.
وعن مجاهد أيضًا: الراضية بقضاء الله، التي علمت أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها، وأنّ ما أصابها لم يكن ليخطئها.
وقال مقاتل: الآمنة من عذاب الله.
وفي حرف أُبيّ بن كعب {يأيتها النفس الآمنة المطمئنة}.
وقيل: التي عمِلت على يقين بما وعد الله في كتابه.
وقال ابن كَيسان: المطمئنة هنا: المخلصة.
وقال ابن عطاء: العارفة التي لا تصبر عنه طرفة عين.
وقيل: المطمئنة بذكر الله تعالى؛ بيانه {الذين آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ الله} [الرعد: 28].
وقيل: المطمئنة بالإيمان، المُصدِّقة بالمبعث والثواب.
وقال ابن زيد: المطمئنة لأنها بشرت بالجنة عند الموت، وعند البعث، ويوم الجمع.
وروى عبد الله بن بُرَيدة عن أبيه قال: يعني نفس حمزة.
والصحيح أنها عامة في كل نفسِ مؤمنٍ مخلصٍ طائع.
قال الحسن البصرِيّ: إن الله تعالى إذا أراد أن يقبض رُوح عبده المؤمن، اطمأنت النفس إلى الله تعالى، واطمأن الله إليها.
وقال عمرو بن العاص: إذا تُوُفِّيَ المؤمن أرسل الله إليه مَلَكين، وأرسل معهما تُحْفة من الجنة، فيقولان لها: اخرُجي أيتَّها النفسُ المطمئنة راضية مرضية، ومَرْضِياً عنك، اخرجي إلى رَوْحٍ وريَحْان، ورَبٍّ راضٍ غيرِ غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك وَجَد أحد من أنفه على ظهر الأرض.
وذكر الحديث.
وقال سعيد بن زايد: «قرأ رجل عند النبيّ صلى الله عليه وسلم {ياأيتها النفسُ المطمئنة}، فقال أبو بكر: ما أحسن هذا يا رسول الله! فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: إن المَلَكَ سيقولها لك يا أبا بكر» وقال سعيد بن جبير: مات ابن عباس بالطائف، فجاء طائر لم يُرَ على خلقته طائر قط، فدخل نعشه، ثم لم ير خارجاً منه، فلما دفن تليت هذه الآية على شَفِير القبر لا يُدْرَى من تلاها: {ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى رَبِّكِ راضية مرضية}.
وروى الضحاك: أنها نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه حين وقف بئر رُومَة.
وقيل: نزلت في خُبَيب بن عدِيّ الذي صَلَبه أهل مكة، وجعلوا وجهه إلى المدينة، فحوّل الله وجهه نحو القِبلة.
والله أعلم.
معنى {إلى رَبِّكِ} أي إلى صاحبك وجسدِك؛ قاله ابن عباس وعِكرمة وعطاء.
واختاره الطَّبَريّ؛ ودليله قراءة ابن عباس {فادْخُلِي فِي عَبْدِي} على التوحيد، فيأمر الله تعالى الأرواح غداً أن ترجع إلى الأجساد.
وقرأ ابن مسعود {في جسدِ عبدي}.
وقال الحسن: ارجعي إلى ثواب ربك وكرامته.
وقال أبو صالح: المعنى: ارجعي إلى الله.
وهذا عند الموت.
{فادخلي فِي عِبَادِي} أي في أجساد عبادي؛ دليله قراءة ابن عباس وابن مسعود.
قال ابن عباس: هذا يوم القيامة؛ وقاله الضحاك.
والجمهور على أن الجنة هي دار الخلود التي هي مسكن الأبرار، ودار الصالحين والأخيار.
ومعنى {فِي عِبادِي} أي في الصالحين من عبادي؛ كما قال: {لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصالحين} [العنكبوت: 9].
وقال الأخفش: {فِي عِبَادِي} أي في حِزبي؛ والمعنى واحد.
أي انتظمي في سِلْكهم.
{وادخلي جنتي} معهم. اهـ.

.قال الثعالبي:

وقوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} معناه جَاءَ أَمرُهُ وقضاؤه، وقال منذرُ بنُ سعيد: معناه ظهورُه للخَلْقِ، هنالك؛ ليس مجيءَ نَقَلةٍ وكذلك مجيءُ الصاخَّةِ، ومجِيء الطامةِ، والمَلَكُ اسم جنس يريد به جميعَ الملائِكة، و{صَفّاً} أي صُفُوفاً حولَ الأَرْضِ يوم القيامة على ما تقدم في غير هذا الموضع، و{وَجِاْيءَ يومئِذٍ بِجَهَنَّمَ} رُوِيَ في قوله تعالى: {وَجِيءَ يومئِذٍ بِجَهَنَّمَ} بأنها تساقُ إلى المحشر بسبعين ألفِ زمَامٍ يُمسك كلَّ زِمَامٍ سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ، فيخرجُ منها عُنُقٌ فينتقي الجبابرةَ من الكفارِ، في حديث طويلٍ باختلاف ألفاظ.
وقوله تعالى: {يومئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنسان} معناه: يتذكر عصيانَه وما فاتَه من العمل الصالحِ، وقال الثعلبي: {يومئذ يتذكر الإنسان} أي يتَّعِظُ ويتوبُ، {وأنى له الذكرى}، انتهى.
وقوله: {يا ليتنى قَدَّمْتُ لِحَيَأتى} قال الجمهور: معناه لحياتي الباقيةِ يريدُ في الآخِرَةِ.
{فَيومئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عذابهُ أحد} أي لا يعذِّبُ كَعذاب اللَّه أحد في الدنيا، ولا يُوثِقُ كَوَثَاقِه أحد، ويحتمل المعنى أنَّ اللَّهَ تعالى لا يَكِلُ عذاب الكافرِ يومئذ إلى أحد.
وقرأ الكسائيُّ بفتح الذالِ والثاءِ أي: لا يعذَّبُ كعذاب الكافر أحد مِنَ الناسِ، ثم عقَّبَ تعالى بذكر نفوس المؤمنينَ وحالهم فقال: {يا أيتها النفس المطمئنة} الآية، والمطمئنة معناه: الموقِنَةُ غايةَ اليَقِينِ، ألا تَرى قول إبراهيم عليه السلام {ولكن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى} [البقرة: 260] فهي درجةٌ زائدةٌ على الإيمان، واخْتُلِفَ في هذا النداءِ: متى يقع؟ فقال جماعة: عند خروجِ رُوح المؤمِن، ورُوِي في ذلك حديث، و{في عِبَادِى} أي: في عِدَاد عِبَادي الصالحينَ، وقال قوم: النداءُ عند قيام الأجْسَادِ من القبور، فقوله: {ارجعى إلى رَبِّكِ} معناه بالبعثِ، و{فادْخُلِي في عِبَادي} أي في الأجْسَادِ، وقيل: النداءُ هو الآنَ للمؤمنينَ، وقال آخرونَ: هذا النداء إنما هو في المَوْقِفِ عندما يُنْطَلَقُ بأهل النار إلى النار. * ت *: ولا مانِع أن يكونَ النداءُ في جميعِ هذه المواطِنِ، ولما تكلَّمَ ابن عطاء اللَّه في مراعاة أحوال النفس قال: رُبَّ صاحبِ وِرْدٍ عَطَّلَه عن وِرْدِهِ والحضورِ فيه مع ربه هَمُّ التدبيرِ في المعيشةِ وغيرِها من مصالحِ النفسِ، وأنواعُ وَسَاوِسِ الشيطان في التدبيرِ لا تَنْحَصِرُ، ومتى أعطاكَ اللَّه سبحانه الفَهْمَ عنه عرَّفَكَ كَيْفَ تَصْنَع، فَأَيُّ عبدٍ توفَّر عقلُه واتَّسَعَ نورُه نزلت عليه السكينةُ من ربّه فسكنَتْ نفسُهُ عن الاضْطِرَابِ، وَوَثِقَتْ بِوَلِيِّ الأسبابِ، فكانت مطمئنةً، أي: خامِدَةً ساكنةً مستسلمةً لأحكامِ اللَّهِ ثابتةً لأقدارِهِ وممدودةً بتأييدِه وأنوارِه، فاطمأنَّتْ لمولاَها؛ لعلمِها بأنه يَرَاهَا: {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ شهيد} [فصلت: 53] فاستحَقَّتْ أنْ يقال لها: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى رَبِّكِ راضية مرضية} وفي الآية خصائصُ عظيمةٌ لَها مِنْها ترفيعُ شأنِها بتَكْنِيَتِها ومَدْحِها بالطَّمْأنينَةِ ثَنَاءً منه سبحانه عليها بالاستسلام إليه والتوكلِ عليه، والمطمئنُّ المنخفضُ من الأرضِ، فلما انخفضتْ بتَواضُعِهَا وانكسارِها؛ أثْنَى عليها مولاَها، ومنها قوله: {راضية} أي: عن اللَّهِ في الدنيا بأحكامِه، و{مرضية} في الآخرةِ بِجُودِهِ وإنعامِه، وفي ذلك إشارةٌ للعَبْدِ أَنَه لا يَحْصُل له أنْ يكونَ مَرْضِيًّا عند اللَّه في الآخرةِ حتى يكونَ راضِياً عن اللَّهِ في الدنيا، انتهى من (التنوير). اهـ.